فنيلة القادسيه

يبا ليش ردينا من السفر .. خلنا نسافر مره ثانيه .. يرد الاب انشالله يا يبا بس عندي جم شغله اخلصها واوديك مكان ماتبي .. فرح الطفل بكلام اباه واستعد ليقضي يوم الخميس مع الباقين من اهله بالكويت ويلعب مع الاطفال الذين من سنه الى ان يوفي الاب بوعده وياخذه الى الطائره التي تتجه الى مغارب الارض

يما وين فنيلة القادسيه ابي البسها باجر عشان احر مشاري .. وتأتي الام بالتي شيرت وتضعه بقربه لانه طفل دعله ومالها خلق حنته .. نام الولد قرير العين ولكن الكوابيس اجتاحت احلامه الورديه فالافاعي والنار قد ملأت الحلم وجعلت من النوم معاناة

يقوم الولد على صوت بكاء .. يركض الى امه فيجدها تبكي بحرقه .. يما اشفيج ؟ يتسائل الولد .. الام العراقيين دشوا الكويت .. الولد عادي يما كاهو بو حسين عراقي موجود بالكويت يبيع بنك بالجمعيه ..تبكي الام بحرقه والولد بوجهه تعابير الاستفهام فهو بعامه الثامن ولا يفقه ما قالت له امه

فجأه يدخل الاب وعلامات الغضب والحسره على وجهه .. يضرب الباب بقوه لدرجة ان اثار الضربه علمت على الباب يضع عينه بعين ابنه الذي اغرقت عيونه بالدموع لمشاهدة الاب بهذه العصبيه .. ذهب الاب مسرعا لكي يلبس لبس التجنيد وانطلق بعد صراخ الام وتوسلها بان لا يذهب

خرج الولد الى حوش المنزل فوجد اعمامه لبسوا لباسهم وانطلقوا مع ابيه .. يركض الولد الى جدته ويسالها يما اشفيهم ابوي وعمامي .. تنظر اليه والدموع تسال على خدها وتحتظنه وتقول ماكو شي يا يمه ماكو شي .. ابتعد الولد عنها لكي يبحث عن جده وتركها وراءه وهي تمسح دموعها بوشاح راسها الاسود

ينطلق الولد الى الخارج ويرى جده وقد كان جالسا بالخارج ممسكا بسيجارته ويضرب اخماسا باسداس ويقول سووها الي ما يخافون من ربهم سووها حسبي الله ونعم الوكيل ساواها الكاولي ! يذهب الولد الى جده ودموع الولد تنساب من عينيه من ما شاهده يسال جده .. يدي اشفيكم منو مات ؟ ينظر الجد الى حفيده وبكلمات غصت بحلقه قال تعال يا ولدي واخذه بحضنه وهو يتمتم الله يستر على الديره الله يستر .. والولد مصدوم ولا يعلم ما يدور

بو محمد ياتي الى الجد ويقول ما قالته ام الطفل العراقيين دشوا الكويت .. دخل الولد الى البيت ووجد الام وجدته وزوجات اعمامه ملتفين اما التلفون والكل يتصل .. ها اشلونكم وين فلان ووين فلان

ذهب الطفل الى الصاله فوجد اخته تبكي يسالها اشفيج تبجين فتقول له كلهم يبجون العراقيين دشوا الكويت .. يسالها يعني شنو فتقول ماادري .. فتح التلفزيون فيسمع يا اهل الكويت يا اهل الكويت ان قوات الاحتلال الغاشم قد غزت الكويت .. فما ان سمع احتلال وقف وتذكر هذه الكلمه التي سمعها منذ زمن احتلال اي الكويت احتلت اي الحرب بدأت يذهب الى جده بالخارج والدموع على عينيه وينتظر رجوع اباه وهو يسال جده .. يدي بابا جابر مات بابا سعد مات الى ان رجع اباه واعمامه

في الثاني من شهر اغسطس من العام 1990 كانت بداية نهاية الطفوله لهذا الطفل فقد شاهد من قتل امامه ومن اخذوه عنوة من بيته والام تصرخ بالشارع ويرفسها الجنود .. احتلال غزو مقاومه عراقيين قتل اسر هي الكلمات التي ظل يسمعها فهل تتوقعون من هذا الطفل ان ينسى ما حصل بالخميس الاسود .. ربما كنت صغيرا ولكن كل الاحداث السابقه عالقه بذهني الى ان اموت ولن انسى ما فعله هؤلاء الشرذمة بنا مهما طال الزمن ولن انسى من وقف معهم ومن قتل ابناء الكويت ومن وقف يصفق لصدام ولمن استابح هذا الاحتلال الغاشم .. دشوا اليو تيوب وكتبوا الغزو العراقي وشوفوا شسووا فينا واتحداكم ما اتغورق عيونكم.. من الوعد بسفره جميله الى رحلة مليئة بالعذاب انطبعت بمخيلتي .. بهذا الوقت بالضبط قبل 18 سنه طلبت من امي فنيلة القادسيه وبهذا الوقت اقول

اللهــــــــم ارحم شهادئنا وارحم شهادائنا الاسرى و اسكنهم بفسيح جناتك واحفظ الكويت من كل مكروه

اللـــــــــــــــــــهم لا اعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتراض