Saturday, December 2, 2017

المسألة سياسية ..

قبل ١٢ سنة بدأت ثورة سياسية لم يلاحظها إلاّ التيارات السياسية و أمن الدولة الذي يرصد و يفرز و لا يحلل ليوصل للسلطة وجهة النظر الصحيحة لكيفية التعامل مع هذه الثورة بالمستقبل و استغلالها بالطريق الصحيح

نحن نتحدث عن جيل جديد مثقف يشهد قفزات تيكنولوجية رهيبة تجعل من السنوات أيام معدودة بحجم التطور الذي يشهده العالم و نعيشه كل يوم و هذا الجيل كالعادة يهتم جزء منه بالشأن السياسي استغل بعض منه التطور الاليكتروني ونشأت المدونات كأول صفحة شخصية للكتابة بعد كبت للآراء عن طريق الصحف و القنوات المحصورة على اشخاص محددين بدأ من بدأ بمصارعة الأحزاب و القنوات و الصحف و أصبحت مؤثرة جدًا وبدأ نزول فعلي على الساحة 

الى ان انتقل الكاتبون و المتابعون الى التويتر و قلبوا التويتر للاستخدام السياسي و انجذب الناس لهذا الاستخدام لأنه يستخدم من أشخاص يمثلون انفسهم فأصبح الجميع يكتب رأيه صراحةً و علانية فنشأت العلاقات و تقاربت الآراء و اصبحت الاحداث السياسية سريعة تم استغلال بعضها و لكن هناك جانب مهم بمشاركة الآلاف بأكبر مظاهرة بتاريخ الكويت شارك بها من شارك و تعاطف معها من تعاطف 

هنا كانت صرخة من جيل يريد التغيير فمن خرج هو الدكتور و المهندس و المحاسب و الاقتصادي و المعلم و غيرهم من كل اطياف الشعب الكويتي و المشاركة اصبحت بطريقة او بأخرى فالمسألة كانت الى متى و هذا حال الدولة اعطوا الشباب القيادة ليصلحوا و يمهدوا الطريق لمن بعدهم 

لهذا ظهر الحراك و ما هو الى نتاج بذرة زرعت من شباب عملوا عليها منذ البداية و الذي حقق قفزة كبيرة بأول تغيير لمنصب رئيس مجلس الوزراء و أصبح هذا المنصب غير محصن من المساءلة السياسية 

و مع انتهاء القضية و ترتيب الشباب لحياتهم الشخصية ظهرت النتائج السلبية هذه الحقبة و منها السجون التي يعلم الجميع بأن هناك ثمن لما حصل و منها قضية دخول مجلس الأمة التي تشغل الرأي العام الآن و تضر بالمقام الاول سمعة الكويت بالمحافل الدولية

دخول المجلس قضية سياسية بحته بعيدة كل البعد عن القصد الجنائي بشهادة الكثيرين حتى من معارضيها و اشبعت تبريرًا و شتمًا و تحليلًا بالسابق و هي حادثة حدثت من ضمن حوادث كثيرة لا يجب ان نغفل عنها و ان اردنا الخوض بالتفاصيل فيجب ان نسطر الأحداث السابقة و اللاحقة لتبيان الحالة السياسية التي تمر بها البلاد في ذلك الوقت

لذا اقولها و انا اشهدها بأفواه اغلب الشباب المشاركين و المتعاطفين و ايضًا الرافضين ، يجب ان نطوي هذه الصفحة باخراج ٧٠ شابًا من السجن يعني ٧٠ أسرة كويتية و ابناءهم فهناك من سيفقد اباه سنوات طويلة فليس لعوائلهم ذنب و لا يجب ان يؤخذوا بجريرة اي تنظيم سياسي حاول استغلال ذلك الوقت لمصالح لا تمت بالمصلحة الوطنية بشيء و لا يجب ان نلبسهم اللبس الجنائي و هو مالم يحدث بحراك دام سنوات 

يجب ان يفهم الجميع ان الحراك ليس حزبًا بل مجموعات تختلف فكريًا و تختلف عمليًا و لكن جمعهم هدف يجمع بين طياته اهدافهم جميعًا و ما حصل هو امر طبيعي واجهته الكويت سياسيًا بحقبات متفواته حصل بها ما حصل من حراك سياسي و انمحى و آثاره مع مرور الوقت و هذا ما حصل بالضبط بالفترة السابقة و لكن بأشخاص جدد و طرق جديدة و بأعداد أكثر نظرًا لتغيّر المستوى التعليمي بالدولة و سهولة التواصل

الأمر يا سادة هو تبعات الثورة السياسية التي مرت على الكويت بأغلب الحقب مثل قضية القنابل الصوتية التي كان مخطط لها ليس كما هو الحال بدخول المجلس الذي كان وليد اللحظة و التي شارك بها الدكتور احمد الربعي الذي أصبح عضوًا و وزيرًا فيما بعد و الكاتب عبداللطيف الدعيج و قضية صلب مواطنين كويتيين لمطالبتهم السياسية بالثلاثينات و من المفترض منّا جميعًا ان ندفع بمحي الآثار السلبية و نمضي قدمًا بالعمل السياسي لا أن نقف و نرجع مرة أخرى لنقطة الصفر 

و على الحكومة ان تساهم بانهاء القضية و ان تغير اسلوب التسعينات و الثمانينات الذي يجعل كل ما حدث بلا معنى ، فما حدث كان ابناء الوطن شاء من شاء و أبى من أبى و تعديل المسار و التعلم من الأخطاء هو الأمر الصحيح و ما يجب لرفعة الدولة و مواجهة تحديات المستقبل و مثل ما كانت الاحداث السابقة تعتبر استثنائية فيجب ان تكون الحلول استثنائية

و انا ادعم كل الجهود التي تسعى لانهاء القضية و نعمل مع مجموعة لحل هذه المسألة و اشكر كل شخص يساهم بحلها و لو عملوا بصمت ، ففي النهاية هم اخوتنا و اصدقاؤنا و ابناء وطننا و لن نرضى بأن يتركوا لمصيرهم ونلتزم الصمت


الله يفك عوقكم يا شباب و حفظ الله الكويت و شعبها من كل مكروه

No comments: