بس ملينا

تثب الاحداث وثبات طويلة و تبدو الايام كالسنين ، الآن وبعد تغيير قانون الانتخابات السابق الذي طرحته السلطة التنفيذية المتمثلة بالحكومة السابقة برئاسة وزير الدفاع آنذاك الشيخ جابر المبارك و وافقت عليه السلطة التشريعية و حصنته اخيراً السلطة القضائية و قضت بدستوريته ، تطور الحراك الكويتي الى المسيرات و هناك من يدعو للعصيان المدني و لا اعلم ما قد يحدث بالايام القليلة القادمة 

لكن هل من المعقول ان يكون هذا الحراك الهائل و بالاعداد الغير مسبوقة و مقاطعة اغلب التيارات للانتخابات القادمة بسبب هذا المرسوم ؟

لا اعتقد هذا فالامر هو احساس الشعب بانه سلب حقه و أمله الاخير و خصوصاً بعد الاعتقالات السياسية الاخيره 

يا من لا ترى الا بعين واحده ، آخر مستشفى بني بالكويت كان مستشفى العدان ببداية الثمانينات ، هناك مواطنين يموتون لانهم لم يستطيعوا السفر للخارج لتلقي العلاج ، حالات السرطان مخيفة جداً وواضح ان للبيئة الملوثة دور كبير ، التعليم في تردي و الناس اصبحوا يدفعون الآلاف لتعليم ابنائهم بالمدارس الخاصة ، الرياضة لا تذكر ، المسارحو  الفن بانحدار ، الوظائف تقل ، فوائد القروض تهلك البعض ، الشوارع على ما هي عليه ، حتى المناطق الجديدة لا تصلح لسكن اي كائن حي لما تسببه الملوثات مثل مدينة صباح الاحمد و ام الهيمان ، الواسطات بالعمل و عدم التقدير و عدم التطور  

تبوني اصدمكم ؟ هل تعلمون ان اغلب الشعب الكويتي فقير ؟؟ نعم فقير فالفقر يقاس على مقدرة الشخص على شراء بيت و انا اتحدى اي شاب بمقتبل العمر انه يشتري بيت !! قد يضحك البعض لكن هذه هي الحقيقة فالفقير ليس هو من لا يستطيع ان يأكل فهذا يسمى معدم و ليس فقير ولكي لا ينظر البعض علي سأقول انهم تحت المستوى المتوسط الذي بدأ يتلاشى 

المرسوم و وسائل قمع حرية التعبير هي القشة التي قصمت ظهر البعير ، فالكويتي لا يملك الا راتبه و حرية التعبير وكرامته ، سنين و المواطن يتحلطم على حال البلد فالتحلطم هو وسيلة التنفيس للمواطن ، و مجلس الأمة رغم بعض الملاحظات عليه هو بصيص الأمل لهم 

الضرب و التهديد و الاعتقالات جعلت من الكويتي يستشعر ان ما بقي له سيذهب بلمح البصر ، ما هو حال مواطن غريب في وطنه ، ما هو حال مواطن ينتظر الاحسان لبناء مستشفى ، ما هو حال مواطن يرى الملايين تذهب لهذا و ذاك ، ما هو حال مواطن يقرأ ان هناك مليارات ذهبت لشركات خسرت بحجة الحفاظ على الاقتصاد الوطني ، ما هو حال مواطن يشاهد الدستور و قد اصبح مادة للغناء فقط ، يا سادة ما هو حال مواطن يسمع من المحسوبين على الحكومة جملة احمد ربك ماكل شارب نايم ، ما هو حال مواطن يقال له الزحمة نعمة ، ما هو حال مواطن يجبر على تصديق الحكومة و الا ستتم ملاحته قضائياً ، ما هو حال مواطن يرى ان هناك من يطلب منه العيش كالخروف اجلكم الله ، ما هو حال مواطن يتعب و يشقى بعمله و يرى المسؤولين المعينين بالواسطة اساساً و يقدم لهم آلاف الدنانير و المعاشات التقاعدية الكبيرة فقط لكي يتقاعد و كأن الكرسي ورث ورثه من اباه و المواطن حده حده رئيس قسم و اذا تقاعد يقصون نص معاشه 

الى متى و الترضيات لاشخاص معينين و الى متى و نحن نعيش بدوامة مفتعلة ، و الى متى هذا العداء للديمقراطية ، و الى متى و نحن نحاول الحفاظ على الأمة ، متى سنختلف على طريقة البناء ، متى سيكون تركيزنا بالعمل للمستقبل ، متى سيكون للجميع الحق بالمشاركة على حسب قدراته 

بس خلاص بس خلاص بس خلاص ترى ملينا و الله العظيم ملينا ، الكويت لنا جميعاً و ليس لمن تختارون ان يكون رجل دولة غصب ، غصب هذا وزير ، غصب هذا مدير ، غصب هذا رئيس مجلس ادارة ، غصب هذا الي يمثل الشباب ، غصب هذا الي يمثل رجالات الكويت ، غصب هذا الي يفهم بالرياضة ، غصب هذا اقتصادي ، غصب هذا مو حرامي غصب هذا ياخذ هالمناقصه ، غصب هذا تاجر ، غصب تعيش جذي ، غصب تقول الله لا يغير علينا ، غصب ما تتكلم ، غصب لا تعبر ، غصب لا تقول !!! شهالحال قولولي شهالحال يعني يا اخضع علشان يرضون علي يا اطق راسي بالطوفة ؟ و قسماً بالله لن نخضع

الكويتيين مو دلوعين الكويتيين مو فاضين الكويتيين مو شعب لا يستحق ، نحن جيل يختلف عما سبقونا ، نحن جيل سيمهد الطريق للمستقبل نحن جيل يقول كلمته ،نحن جيل سيؤكد ان الأمة هي مصدر السلطات ، مطالبنا واقعية و مستحقة ، الأمر يتعدى ان اعيش ووصلت المطالبة ان يعيش الجيل القادم و الذي يليه حياة افضل ، الكويتيين شعب ينتفض لدولته لا على دولته ، الكويتيين شعب خرج بمسيرة و لم يضرب او يحرق او يكسر ، الكويتيين شعب أكد وفاءه اكثر من مرة ، الكويتيين يخرجون لتطبيق القانون و الدستور و العدل و المساواة و التطور و هو شعب غير جائع

بالنهاية نحن شباب الكويت نفكر باجيالنا القادمة و نفكر بوطن و لا نفكر بمصالح آنية و شخصية و لا نتبع اشخاص انما نتبع وطن ، و ترى كل هذا لعيالكم ، و اما نكون الي نبي و الا عسانا ما نكون ، و انت وحدك من يملك قرارك لا تدع غيرك يقرر عنك فانزعوا نظاراتكم الوردية

اللهــــــــــم لا اعتــــــــــــــــــــــــــــراض