Friday, November 21, 2014

كشف تسلل

ما حصل بالأمس هو كشف تسلل لمن تسلق على ظهر الرياضة ، إنها نهاية الكرة الكويتية ، فتكدست المهازل التي حُصِدَتْ منذ القرن الماضي و ها نحن اليوم نقطف ثمارها ، كنا نفرح لأننا نحب الفنيلة الزرقاء  ، كنا نفرح لأننا بحاجة للفرح ، الجميع يعلم كمية الإخفاقات التي تحصل بالرياضة بشكل عام  و يعلم  كيف استخدم البعض الرياضة للوصول لمآرب سياسية وغيرها من مآرب تفيد كل شيئ شخصي عدا الرياضة.

 كانت الرياضة سلماً للعبور ، لكننا نعيش على حافة الأمل ، نعم انها الحافة التي كنّا نراها بروح اللاعبين الذين يلعبون لأجل الفنيلة فقط و ما تحمله من معاني ، فكان لدينا جيل يلعب لأنه تربى على حب الوطن بالمقام الأول وحب اللعبة بالمقام الثاني و لم يلعبوا لأي مآرب آخر ، هؤلاء الرجال كانوا غطاء المهازل و بلاوي الإتحادات المتعاقبة ، اللاعبين هم من كانوا يأتون بالإنجاز ، حماسهم و عشقهم هو من كان يجلب لنا البطولات ولو كانت بسيطة ، "استذباحهم" هو من جعل من المنتخب "بعبع" لكل المنتخبات
 
أصحاب البشوت و الكروش كانوا يقتاتون على ظهور هؤلاء اللاعبين ، هم ليسوا برياضيين و لا هم إداريين ناجحين ، هم فقط شيوخ لديهم "هواية" يمارسونها على مستوى دولة ، آن الأوان ان نقول كفى ، فالرياضة الكويتية ليست بالحمام الزاجل أو رحلة قنص لتمارسوا هوايتكم من خلالها ، نعم لقد طال السكوت و لكن " السكين وصل للعظم" ، فللمرة الأولى أشاهد هذه الانتفاضة من جميع الرياضيين فقد طفح الكيل بهم و سمعنا تصريحاتهم ليلة الأمس ووجدنا الدموع تنهمر من المذيعين و للمرة الأولى ينتقد المذيع بالتلفزيون الرسمي الإتحاد و رئيسه بالقناة الرسمية للدولة
 
هل تعلمون ما حصل ؟ إنها صرخة قهر السنين الماضية على الأوضاع ، كفاكم ، لقد نسي الجمهور مقاعد المدرجات بالبطولات المحلية ، أصبحت مباراة بالدوري الأوروبي أهم من لقاء اقطاب الكرة الكويتية ، أبناء الجيل الحالي اتجهوا لمشاهدة الرياضة العالمية ، و هم لا يعرفون عدد الفرق المتواجدة بالكويت ، حتى الآباء اتجهوا لإشراك ابناءهم بالأكاديميات العالمية المتواجدة بالكويت ، و يفتخر الطفل بأنه يمثل الفريق الأوروبي ، في حين أننا كنا بيوم من الأيام نحسد من يتم قبوله بنادي القادسية أو العربي أو أي فريق آخر
 
لقد "هجرنا" الرياضة الكويتية ، و ما بقي لنا هو زيارة خاطفة لها عن طريق المنتخب فقط ، و كأننا نعيش بدولة أخرى و نأتي لزيارة موطننا الأصلي لاشتياقنا للوطن و يكون أملنا أن نجد صحوة لنعود لوطننا ، هي هجرة و لكن من نوع آخر ، الفداوية من حولهم و بشوتهم تزين صورهم و حب الخشوم هي الوسيلة لتكون لاعب بالمنتخب.
 
رسالتي هذه لكل الرياضيين ، إن أردتم الرجوع من هجرتكم يجب أن تقفوا صفاً واحداً ، و يجب أن تكون الكلمة واحدة ، المسألة ليست مسألة شخوص فقط إنما هي استئصال فكر كامل سأكرر مرة أخرى هي استئصال فكر كامل، فكر فداوية الرياضة ، فيجب أن تكون الرياضة للرياضيين لا للشخوص أياً كان هذا الشخص ، لن تقوم الرياضة الكويتية على اكتاف جامعي الفداوية من شيوخ و تجار .

كما يجب أن تنتهي فكرة أن الرياضة حكرًا لكل شيخ او صاحب جاه  لا يمتلك منصب بالدولة أو لا يحلم بأي منصب بالوقت الحالي فتكون المناصب الرياضية هي الحضن له ، فأكرر الرياضة للرياضيين وليس لغيرهم أيًا كان إسمه أو مكانته 
 
ويجب أن تكون الرسالة واضحة للجميع ، و إن كان لابد من إعتصام ، لابد أن يكون الإعتصام مبني على أسس ، فالرموز الرياضية يجب أن يكونوا أول الحاضرين و مشجعي الرياضة الحقيقيين هم الداعمين ، لابد أن تنكشف كل الحقائق فلا مجال للمجاملات ، إن كنتم تريدون الإصلاح فالشارع الرياضي يجب أن يتحرك بطريقة سليمة ، و يجب أن يكون للاعتصامات صوت مدوي يسمعه القاصي و الداني ، يجب أن تكون هناك ثورة رياضية حقيقية تلزم الدولة بتطبيقها رغماً عنها ، القوانين ؟ تنسف ، اللوائح ؟ تهدم ، المجاملات ؟ تحرق ، التشجيع ؟ يتوقف ، و الهدف انتشال الرياضة من الحضيض
 
أيها الرياضيين و محبي الرياضة من أبناء بلدي إما أن تنتهزوا هذه الفرصة و إلا ستظل هواية أصحاب البشوت و الكروش هي من تقود رياضتكم
 
 
خارج النص : تباً للسكوت ان كان سيقودني للهجرة
 

اللـــــــــهم لا اعتــــــــــــــــــــــــــــــــــراض

No comments: