Sunday, October 20, 2013

سعادة السفير فن !

الفن ، كلمة من حرفين لكنها تحمل بينها معاني لا تصفها مجلدات الفلاسفة ، الفن لا يقتصر على بعض العقول القاصرة على التعري و الرقص و غيره من الأمور التي أزكمت قلوبنا قبل أنوفنا بل أن الفن يعتبر سفير الدول عبر التاريخ

لنأخذ جولة على دول أوروبا العريقة و لنتأمل المتاحف و القصور و الكنائس و الاحجار التي قد تتعدى ال ٢٠٠٠ سنة ميلادية ، قد نعيش في ذاك الزمان و نحن نشاهد اللوحات الدقيقة بوصفها لحقبة من الزمن ، الثياب الملامح المباني حتى أعمالهم سواء كانت حربية او مدنية ستجد ملامح و لباس شخوصها واضحه ، و بعد ان تخرج من المتحف ستتخيل الدولة كما كانت و ستعلم ان ذاك الملك ذا التمثال الشامخ قد عمل عملاً بارعاً امتد الى يومنا هذا ، و من الطريف انهم لم يجعلوا لمخرجين الأفلام اي ثغره ليتخيل الوضع فكل ما يحتاجه لتصوير فلم تاريخي متواجد فعلياً و بالألوان

الأمر لا يقتصر على الرسم و النحت انما يمتد للكتب و الدراسات فحتى قصاصات مذكرات ليوناردو جافينشي تجدها محفوظه ليومنا هذا . القصص و الروايات شارلوك هولمز على سبيل المثال و قد تنبهر ان قصص الكوميك الأمريكية كـ باتمان و سوبرمان سيكونون من التراث بعد سنين كثيرة  ، ناهيكم عن المسرح فهو فن عظيم و ها هي مسرحيات شيكسبير تدرّس ليومنا هذا

تكاسي لندن هي فن ايضاً فشكل السيارة يعتبر ابداع من صانعها ، خرافات النينجا و قصص الساموراي اليابانية كلها فنون جميلة ستصمد رغماً عن أنف السنين و تكون "قوة ناعمة" للدولة المحتضنة و هذا المصطلح بعيد كل البعد عن عقولنا

دعوني انتقل لجزيرتنا العربية ، كانت تشتهر بـ فن الشعر ، و أتى القرآن الكريم الذي تحدى به الرسول صلى الله عليه و سلّم بأن يأتوا بآية مثله ، لنتمعن أن معجزة الرسول كانت تحدّي فنهم الذي ابدعوا به ، فهل هذه صدفة ؟ ابداً بل حكمة من الله لأنه سيُحفظ الى ان تقوم الساعة

الفن يبقى و ان زالت الدولة ، معمار الاهرامات و البتراء ، فنون الشعر التي تحاكي الماضي و تنقل لنا ما حصل سابقاً اشياء فنيّة انتقلت رغم انتهاء دولها لهذا انا اعتبر الفن سفير الدولة عبر التاريخ ، و كل ما أتقن الفن كلما زادت عظمة الدولة و ان كان هابطاً فلن يذكرها أحد هذا هو الواقع

ما هو حال الفن بالكويت ؟ تمثال عبدالله السالم و صباح السالم يقبعون بالمخازن لأنهم حرام بالرغم اني لم أرَ شخص يعبد ابو الهول الآن !! و هو متربع بصحراء الجيزه منذ ٤٠٠٠ سنة ، اي معارض فنية تحارب بحجة الانحلال ولا اعلم ما هو الانحلال برسمة ، يعني الرسمة بتغريني اكثر من الفضائيات ؟ مسارح اصبحت للمهرجين ضحك ضحك ضحك دون هدف ، اغاني هابطة تحاكي عقول الأطفال بكلمات ركيكة ، روايات قص و لزق و كلام عابر ، ما هو الفن الذي لدينا ؟ الأبراج ، مجلس الأمة ؟ نعم فنون معمارية جميلة ، اوكي غيره ؟ لا شيء

و هذا هو انعكاس واقع دولتنا ، هي لا شيء !
حتى الاعلام و المجلس الوطني للثقافة و الفنون اصبحوا كالسيف للقطع و المنع الا اللهم مهرجان القرين الذي يأتي بكم فرقة كل سنة لتقديم فنونهم

الفن يا محاربين الفن و يا ايها الضاحكون عليه هو سفارتكم فإما ان تصبح السفارة "خرابة" او تكون شامخه امام العالم الحالي و المستقبلي ..


اللهـــم لا اعتــــــــــراض

1 comment:

t7l6m.com said...

أتفهم كل كلمة دونتها وأشعر بمرارتك وهي تنفطر
ولكن يازميلي هناك فئة تحارب كل ماهو جميل وهناك مسؤولين يخافون من ظلهم
وهناك مجتمع تراجع شيئا فشيئا في كل مجال
وعذرا على الإطالة ولكن اتذكر مقابلة مع عبدالعزيز العنبري قبل سنوات وسأله المذيع عن اسباب تراجع الرياضة الكويتية، فأجابه ان التراجع في الكويت في الفن والأدب والعلم والسياسة يعني تراجع شامل والرياضة جزء بسيط من هذا التراجع

ولي بوست عن درامتنا الكويتية التي تستحق القائها في الدرام

http://t7l6m.com/2013/10/07/مسلسلاتنا-والنكد/